الرقص مع الحريه

[روميساء]

في غرفتي المتواضعة عَلمٌ وبندقية

غصن زيتونٍ ورصاص

صورٌ لأبطال التاريخ

وعبارات وطنية..


في غرفتي خارطة العالَم

أُبحر في طيّاتها باحثاً عن بلدي

وأَغرقُ في محيط مُخيّلتي

منتحلاً شخصية صلاح الدّين

لأحرّر أمّتنا العربية

أو كما يَزعمون - العربية -




كم أتمنى لو كنتُ جيفارا

لأشعل بسيجارتي ثورة

وأضرب بقبضتي الأرض

معلناً عصراً جديداً للحريّة..

وأغزو الأندلس من جديد

معيداً عصر الفتوحات

فلقد مَلَلنا اللّوحات

والثّورات

وتلك الشعارات المُخملية

عُذراً غزة

عُذراً بغداد

عُذراً أيتها الكوفيّة..




في غرفتي المتواضعة هاتفٌ حَزين

يعيش معي منذ مدّة

منذ أشهرٍ وسنين

قبيحٌ لكنه يُؤمن بالنرجسية..

ها هو يصيح الآن

ببراءةٍ

بكل عفوية..

أمسكت السّماعة وتكلّمْت

وبالصّوت تمعّنْت..

صوتٌ يصدَح بالجَمَال

ويُجهِض شُموخ الجبال

وبنغماتٍ ذهبية

وبأحلامٍ وردية

تأمّلْت .. وتذكّرْت

إنها "صبا"

الراقصة الشرقية

تدعوني على العشاء

هذا المساء

لنستعيد ذكرياتٍ منسيّة..

قَبِلتُ الدعوةَ على الفور

فاليوم سأدّق أجراس الرجولة

وسألغي مفاهيم الطفولة

فإلى الجحيم أيتها القضيّة

وعذراً

لكننا سنستريح قاصدين

كي تضيع البقية...