المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تكون رفيقة دربك


بلاش عتاب
03-27-2010, 03:46 PM
أنا حائر...





تداعب الصور أيها الشباب المسلم خيالك، وتتضارب الأفكار في عقلك، وتضطرب مشاعر وعواطف في فؤادك كلما فكرت فيمن تكون رفيقة دربك وفتاة أحلامك وزوجة المستقبل. فتجرك الخيالات إلى الحسناء الفارعة الجمال التي تصورها الأفلام والمسلسلات والقنوات الفضائية(عربية وأجنبية) بأنها مصدر السعادة، ويخاطبك العقل فيرشدك أحيانا إلى التفكير في المصلحة التي ستجنيها من الميسورة وذات المركز الاجتماعي المرموق، ويرشدك أحيانا أخرى إلى التي تناسبك دينا وخلقا أو علما... وتكون النتيجة حيرة شديدة تصبح مصدر قلق وتخوف من الإخفاق، أو تعجل وتسرع مما يؤدي إلى شقاء لا يطاق.



تـريـث ولا تـعـجـل

لا بد قبل الإقبال على اختيار شطرك الثاني من أن تكون لك الاستطاعة والقدرة المادية والصحية يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أخرجه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله عن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه مع خلو ذهنك من المشوشات، كالصور الحالمة التي ترسلها عبر الشاشات والفضائيات نفوس مريضة كل همها الربح المادي، ولا تجعل المشاكل التي تعانيها تحدد اختياراتك لأن قرارك ليس لمجرد أيام أو أشهر بل لعمر قد يدوم سنوات طوال.
لهذا تساءل عن هدفك من الزواج ،هل الرغبة في التعفف أم لشهوة ملحة أم لبناء أسرة أم طلبا لشهرة أو سلطة أو ربما لتحقيق مصلحة مادية أو غيرها من الأسباب، وتذكر دائما أن النية ميزان الشرع لقبول الأعمال فاجعلها خالصة لله عز وجل.

تريث ولا تعجل فإن العجلة من الشيطان وفكر مليا لأن الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين بل هو ترابط بين عائلتين بما لهم من عادات وتقاليد وطبائع و...فالهدف التعارف والتآلف لا التناكر والاختلاف ف "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" حديث نبوي شريف أخرجه الأئمة: البخاري، مسلم، أبو داود وأحمد رحمهم الله.



استشر وتـأمـل

يحلو لكثير من الشباب - فتيانا وفتيات- أن ينفرد في اتخاذ قراراته وأن يستقل باختياراته ولا يشرك أحدا في ذلك حتى لا تذوب شخصيته ولا تغيب إرادته وهذا مطلوب. لكن الأمر من وجهة نظري لا يستقيم إلا بالمشاورة. لماذا؟ لأن في المشاورة تعدد للآراء واختلاف في زوايا النظر، وغنى في التجارب، وتقريب لوجهات النظر. فأنت أيها الشاب الذي يعنيك رضا أهلك عند زواجك ستسعى أن تشركهم إن لم يكن في الاختيار فعلى الأقل في إقناعهم باختيار، وذلك بأن تحاورهم حول مقومات الزواج وأسسه، فتضمن بذلك ألا ينزعج أحد باختيارك وألا يفاجئك أحد بالرفض عند اتخاذ القرار الأخير. ولأن المشاورة تخول لنا أيضا عدم الندم بعد الاختيار، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ما خاب من استخار ولا ندم من استشار"
تأمل في تجارب أصدقائك أو قرابتك واستفد منها ايجابيا فالعاقل من يأخذ العبرة من غيره ولا يكون عبرة لغيره.

بعد الاستشارة ضع معايير لاختيارك واجعل شعارها التناسب والتكافؤ في كل المستويات (الاجتماعية، العلمية، الدينية، الشكلية...) رتبها بعد ذلك حسب الأولويات واسترشد بهدي أسوتنا و قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:" تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولنسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك." حديث متفق عليه، وهي نفسها شروط المرأة التي يفترض أن تكون أساس اختيارها، يعضد ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه قال:
"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير" رواه الإمام الترمذي رحمه الله وقال حديث حسن .
فأولى الأوليات إذن الدين والخلق ثم ماذا؟



انظر وسل

إن إغفال الجانب العاطفي في الاختيار يخل بتوازنه، وكذلك الإفراط والمبالغة في تقدير المشاعر على حساب العقل.
لكن هذا العامل له أهميته في حصول السكن النفسي، ولذلك أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب إلى الراغب في الزواج أن ينظر إلى من يود الارتباط بها قائلا عليه الصلاة والسلام: " أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" رواه الإمام الترمذي رحمه الله أي أنه السبيل لكي تطول وتدوم العشرة بينكما.
بعد تحقق الارتياح للطرفين بالنظر- وغالبا ما يكون ذلك مع بداية التفكير الجدي في الاختيار- لا بأس من البحث والسؤال عن الطرف الآخر وفق معايير أخرى كالنسب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خولوا أبناءكم فإن العرق دساس" وفي صيغة أخرى:" تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء" أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله في سننه.
ولكل الشباب بعد هذا أن يضيف معايير أخرى كالعلم أو الجمال أو المال...فاجتماعها جلها أو بعضها لا يضير.


استخر وتــوكل

بعد التفكير العميق، والاستشارة والبحث الدقيق، لابد من استخارة المولى الرحيم الرفيق لينير لك الطريق. اسأله متضرعا أن يختار لك صحبة زوجة طيبة صالحة تقر بها العين في الدنيا والآخرة. لا تسأم ولا تمل أن تلح في الدعاء لمن لا يخيب معه رجاء. فإن اطمأنت نفسك لذلك الاختيار فتوكل على الله سبحانه "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" الطلاق الآية3، وعلامة الاطمئنان التيسير.



لينظر كيف تعملون

معشر الشباب إن الزواج عبادة وطاعة، والاختيار سبيلها، فإن صلحت الوسيلة صلحت الغاية، وإن حسنت البداية أشرقت النهاية. فلتعلم أن المسؤولية الكبرى في الاختيار ملقاة على عاتقك، وتبعات وعواقب هذا الاختيار أنت من سيؤدي ثمنها، فاحرص أن يكون موفقا مسددا وعلى هدى من الله