المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلة جديدة لبطولة لومينا للشرق الاوسط


الملاك
04-30-2010, 11:04 PM
تعتبر الرياضية الميكانيكية إحدى المضامير الأكثر تطلباً للدعم المادي نظراً إلى التكلفة الباهظة التي تتطلبها، ولا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط شهدت في الآونة الأخيرة طفرة هائلة لهذه الرياضة التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الرياضية.

لكن هذه الرياضة ما زالت تعاني، في بعض جوانبها، من غياب المشاركة العربية الفعلية، تحديداً في بطولة فورمولا وان التي أبصرت النور شرق أوسطياً في البحرين عام 2004 قبل أن تترسخ حضوراً إثر حصول العاصمة الإماراتية أبو ظبي على شرف استضافة إحدى جولات البطولة ابتداء من عام 2009.

ومع التسليم بأن تفريخ سائق عربي قادر على مواجهة جهابزة مضامير الفئة الأولى يبدو في طور الحلم المؤجل في الوقت الراهن، فإن القيمين على رياضة المحركات في المنطقة اقتنعوا بوجوب العيش في الظل أو ربما في هامش فورمولا وان، التي تشكل الاهتمام الأول للمتابع الرياضي العربي.

بطولة لومينا

ولا يختلف اثنان على أن بطولة لومينا "سي اس في" الشرق الأوسط التي دشنت رسمياً قبل فترة في حلبة البحرين الدولية ما كانت لتبصر النور لولا الدعم الكامل من شركة جنرال موتورز, الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول نوعية هذه البطولة التي تبدو تجارية - تسويقية في اسمها، وتنافسية - رياضية في أساليب الترويج "الدعائي" لها.

ولا شك في أن المتابعين لرياضة المحركات في المنطقة وقعوا في حيرة من أمرهم إزاء هذه البطولة "المستجدة" لناحية جدواها، ليس في المدى المنظور الذي يضمر متابعة حماسية لسباقاتها، بل في المدى البعيد الذي لا يخبئ ولادة سائق عربي طال انتظاره قادر على فرض نفسه في الفئة الأولى مع العلم أن لا مجال للمقارنة بين سائق السيارة التجارية المعدلة كاللومينا وسائق السيارة أحادية المقعد.

المهم أن نسخة موسم 2007-2008 من بطولة لومينا "سي اس في" الشرق الأوسط ستأتي بحلة جديدة ومختلفة عن بطولة الموسم الماضي إذ تشتمل على ست جولات تستضيف منها حلبة البحرين ثلاثاً وحلبة "دبي اوتودروم" مثلها، مع العلم أن حلبة لوسيل لن تستضيف إحدى الجولات بعكس بطولة الموسم الماضي.

ومن المقرر أن تنطلق المنافسات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل كسباق مساند لبطولة "صحراء 400" لسيارات "في 8" الأسترالية التي تحتضنها حلبة البحرين للعام الثاني على التوالي، على أن تختتم في اليوم نفسه الذي تستضيف فيه الحلبة عينها سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا وان في السادس من نيسان/أبريل 2008.

وتقام الجولة الثانية على حلبة "دبي اوتودروم" ضمن مهرجان السباق الوطني لدبي في السادس والسابع من كانون الأول/ديسمبر، وكذلك الثالثة كسباق مساند لسباق التحمل الدولي 24 ساعة من 10 إلى 12 كانون الثاني/يناير 2008، والرابعة أيضاً كسباق مساند لبطولة "سبيد كار" الشرق الأوسط وآسيا من 24 إلى 26 كانون الثاني/يناير، تعود بعدها البطولة إلى حلبة البحرين التي تستضيف جولتها الخامسة التي تقام على هامش سباق التحمل الدولي 24 ساعة من 21 إلى 23 شباط/فبراير، على أن تختتم في يوم إقامة سباق جائزة البحرين الكبرى.

نظام المسابقة

تنقسم كل جولة من الجولات إلى حصة للتجارب الحرة وأخرى للتجارب التأهيلية بهدف تحديد مراكز انطلاق السائقين.

وتشمل كل جولة من جولات البطولة سباقين وتحدد التجارب التأهيلية مراكز الانطلاق في السباق الأول، ونتيجة السائقين في السباق الأول مراكز انطلاقهم في السباق الثاني.

والجدير ذكره أن نظام البطولة يشير إلى عكس مراكز السائقين السبعة الأوائل في السابق الأول على خط الانطلاق في السباق الثاني، بمعنى أن الفائز بالسباق الأول ينطلق سابعاً في السباق الثاني، وصاحب المركز السابع ينطلق أولاً في السباق الثاني.

ويحصل الفائز على 20 نقطة والثاني على 18 والثالث على 16، وهكذا بفارق نقطتين حتى المركز السادس الذي يحصل صاحبه على 10 نقاط يتم بعدها منح نقطة واحدة وصولاً إلى المركز الخامس عشر الذي ينال صاحبه نقطة وحيدة.

أما تتويج السائق بالبطولة برمتها فيتم من خلال احتساب الرصيد النهائي لأفضل 10 سباقات من أصل السباقات الـ 12، مع العلم أن صاحب أسرع لفة في كل سباق يحظى بنقطة إضافية، والأمر نفسه ينطبق على السائق الذي ينجح في خطف مركز الانطلاق في السباق الأول.

ورغم أن القيمين على البطولة أشاروا صراحة إلى أن "توزيع النقاط بهذا الشكل وضع ليكون حافزاً للسائقين لتقديم أفضل أداء لديهم" إلا أنه يبدو جلياً أن التعقيد يخيم على هذا النظام.

وأعرب ويتكر عن تطلعاته الإيجابية لبطولة الموسم الجديد وثقته بخروجها بصورة أكثر نجاحاً بفضل التخطيط السليم، مبيناً أنها تعتبر "مكسباً للبطولات التي تقام في حلبة البحرين والشرق الأوسط باعتبارها فرصة لإبراز المواهب الشابة في البحرين والمنطقة".

صحيح أن من شأن هذه البطولة تحفيز السائقين العرب على إبراز قدراتهم إلا أن الآفاق التي تنتهي إليها تبدو ملبدة بالغيوم خصوصاً أن الجائزة الكبرى التي ستمنح لبطل موسم 2007-2008 ستقتصر على منحه يوما ًكاملاً من التجارب الحرة على سيارة "في 8 سوبر كار" على حلبة من حلبات البطولة الشهيرة في أستراليا مع فريق "غاري روجرز موتورسبورت".

وستشهد بطولة 2007-2008 مشاركة مجموعة من السائقين البحرينيين والعرب والأجانب يتقدمهم حامل لقب الموسم الماضي الأسترالي من أصول مصرية طارق الجمال فضلاً عن البحريني حمد بن عيسى آل خليفة والسعودي فواز القصيبي بالإضافة إلى مشاركة فريق مصري مكون من سائقين هما شريف السقاف ورائد شعراوي المقيمين في سويسرا.

ويعتبر السقاف أول عربي يشارك في بطولة فورمولا 3 البريطانية وأول عربي يحرز نقاطاً فيها أيضاً.

وعمد القيمون على البطولة إلى تغيير شكل السيارات المتنافسة التي "ستتميز بألوان وتفصيلات مختلفة عن بعضها البعض تبرز السائقين المتنافسين بخلاف ما كان معتمداً في الموسم الماضي من خلال الشكل الموحد للمركبات" المشاركة التي سيصل عددها إلى 15.

وستكون سيارات لومينا "سي اس في" المعتمدة مزودة بمحركات تصل قوتها إلى 380 حصاناً بهدف منح السائقين فرصة متكافئة للتنافس فضلاً عن إضافة أجزاء تضفي عليها شكلاً احترافياً أكبر وتزيد قدراتها على المضمار.

يبقى أن نلمس الفائدة الحقيقية من هذه البطولة بالنسبة إلى السائق العربي على المدى الطويل علماً أن الأخير يعي تماماً أن آفاق هذا النوع من سباقات المضمار المقفل يجب أن تنتهي خلف مقود سيارة فورمولا وان بحسب ميل ورغبة المتابع العربي.