تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فيراري تضفي جاذبيتها على بطولة آي وان


الملاك
04-30-2010, 11:12 PM
يمكن اعتبار دخول "فيراري" شريكاً في بطولة "اي وان غران بري" لسباقات السيارات من أجل المساهمة في تطور الأخيرة، أعاد إلى الأذهان اليوم الهدف الذي تأسست من أجله هذه الشركة العملاقة في عالم رياضة السيارات.

ويدرك العارفون بتاريخ "الحصان الجامح" أن مؤسسها السائق السابق انزو فيراري (1929) أطلقها إلى رياضة المحركات رعايةً ودعماً "للشقيق" "الفا روميو"، إذ عامذاك لم تكن فيراري تملك الحقوق لإنشاء مصنع خاص بالسيارات الرياضية أو التي من شأنها دخول عالم السباقات على أنواعها، لكن مع انطفاء نجم "الفا روميو" حملت فيراري بسياراتها الحمراء الشهيرة الراية الإيطالية حتى باتت مع دخولها ميدان الحلبات في العام 1945 أشهر من أن تعرف وحصدت بعدها الألقاب في الفئات المختلفة، علماً أن الهدف من تصنيع السيارات الرياضية ابتداءً من العام 1947 كان تأمين التغطية المادية اللازمة لمشاركتها في فورمولا وان تحديداً.

إذاً تعود فيراري للسير على درب التقليد القديم وأسس ولادتها أي المساهمة في دعم وتطوير كل ما يدور في رياضة السيارات، وهو أمر شغل الجميع في برنو التي تستضيف جائزة تشيكيا، المرحلة الثانية من الموسم الجديد، إذ وجد البعض حتى صعوبة في تصديق الخبر لشدة أهميته وإمكان انعكاسه إيجاباً على ما يعتبر كأس العالم لرياضة السيارات ابتداء من العام 2009.

وتكمن أهمية الموضوع في جرأة فيراري التي تضع اسمها في بطولة فتية لم يتجاوز عمرها ثلاثة أعوام، لكن يبدو أن هناك انجازاً يجب أن يحسب للقيمين على بطولة "أي وان" الذين استطاعوا في موسمين فقط إقناع الاسم الذي ارتبط دائماً بالانجازات على حلبات السرعة بالشراكة بينهما.

والأمر الأكيد أن أي حدث في العالم تزداد جاذبيته بدخول العلم الذي يتوسطه الحصان الأسود الشهير إليه، لكون هذا الشعار تحول أسطورة حقيقية ومغناطيس يجذب المعلنين الساعين إلى تسويق ما لديهم عبر السباقات على غرار ما تفعله أي سيارة حمراء من سيارات هذه الشركة عندما تلفت إليها الأنظار بشكل غير اعتيادي فور مرورها على الطرقات العامة.

وستنضم الشركة الإيطالية العريقة إلى عائلة "اي وان" لست سنوات من أجل تزويد الفرق المشاركة بالمحركات إضافة إلى لعب دور استشاري والمساهمة في تجهيز هياكل السيارات.

وسيتابع المسؤولون في فيراري عن كثب المشروع حيث سيتواجدون في كل سباق للتأكد من تطبيق الخطوات المتفق عليها بدقة تامة، ما يعطي دفعة ايجابية أخرى لهذه البطولة، وسيكون بإمكان الفرق استعمال اسم "الحصان الجامح" على سياراتها عبر وضع عبارة "مجهزة من قبل فيراري".

وإذ تسعى فيراري عبر هذه الصفقة إلى اقتحام أسواق بلدان آسيا الأساسية المشاركة في هذه البطولة، أمثال الصين وماليزيا والهند، إضافة إلى الشرق الأوسط، فإن ارتباطها مع "اي وان" حتى العام 2014 أزال كل الشكوك حول مستقبل البطولة الذي توقع لها البعض الأسوأ في فترة سابقة.

ويعود الفضل الأول في استقطاب فيراري إلى مدير البطولة طوني تيكسييرا الذي عمل سراً في الأشهر الثلاثة الماضية لتأمين توقيع القيمين على الشركة الإيطالية على أوراق الارتباط ببطولته، وهو قال في حديث لوكالة "فرانس برس": "لا يمكن اعتبار سوى أن هذه الصفقة تؤكد جديتنا وسعينا الدائم إلى مواكبة التطور الذي أصاب عالم السيارات، كما تعزز سعينا لتحقيق هدفنا الأول أي مساعدة البلدان "النامية" في رياضة السيارات للحاق بمنافسيها الذين سبقوها إلى العالمية".

وأضاف: "ستضفي فيراري طابعها الفني وبصماتها الايجابية على جميع السيارات ما يزيد من رقي البطولة ويساهم في ازدياد الاهتمام بها والذي سبق أن بلغ أيضاً مستويات غير متوقعة، إن كان عبر الحضور التلفزيوني أو عبر المتوافدين إلى الحلبات المختلفة لمتابعة المنافسات".

فنياً، ستضع فيراري ميزاتها الفائقة في الهيكل والأهم في المحرك الذي سيبقى "v8"، لكن من المتوقع أن تتم زيادة حجم قوة الدفع فيه ما يضيف سرعة أكبر إلى هذه السيارة الأحادية المقعد.

وبعيداً عن الحلبة المزينة بسيارة الأمان الحمراء "فيراري 599"، فإن صاحبة الـ200 انتصار في عالم فورمولا وان (حققه الفنلندي كيمي رايكونن في سباق جائزة الصين الكبرى الأسبوع الماضي)، ستؤكد المعادلة أن "اي وان" أضحت محطة تجارية مهمة لرجال الأعمال الذين توافدوا أصلاً إليها عشية الموسم الحالي بشكل لم تعهده سابقاً البطولات المشابهة على الإطلاق (باستثناء فورمولا وان طبعاً).

أما الأمر الجديد التي ستحمله فيراري إلى البطولة العالمية فهو بطولة "اي تو غران بري" والتي ستكون إقليمية، وسينطلق العمل بها ابتداء من العام 2009 برعاية الشركة الإيطالية العملاقة التي ستشرف على العمل وتزود الفرق بالمحركات أيضاً، وطبعا ستكون هذه الأخيرة "v8" لكن مع قوة أقل.

وتردد في مجالس ضيقة أن نظام صعود وهبوط على طريقة بطولات الدوري في كرة القدم قد يتم اعتماده بين البطولتين في ظل إمكان دخول دول جديدة إلى الساحة، لكن من دون تأكيدات جازمة حتى الآن عن هذه المسألة، في الوقت الذي يمكن التأكيد فيه أن البطولة الوصيفة ستحمل بدورها إلى العالم عدداً إضافياً من الوجوه الموهوبة.