تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لوب يطارد فوزه الأربعين في الأردن


الملاك
04-30-2010, 11:44 PM
يخوض ابرز سائقي عالم الراليات مغامرة صعبة ومثيرة في آن معاً عندما يحلون ابتداءً من الجمعة وحتى الأحد المقبل ضيوفاً على الأردن الذي يحتضن المرحلة الخامسة من بطولة العالم، حيث تتجه الأنظار مجدداً إلى الفرنسي سيباستيان لوب الذي سيطارد فوزه الـ40 على طرقات السرعة.

وينتظر محبو الراليات حول العالم رالي الأردن نهاية الأسبوع الحالي لاستكشاف مرحلة جديدة على روزنامة البطولة ستكتب عبرها المملكة الهاشمية التاريخ بعدما أضحت أول بلد شرق أوسطي يستضيف "دبليو آر سي"، وثاني بلد عربي بعد المغرب الذي نظم مرحلة عام 1976.

وسيحصد الأردنيون طوال الأيام الثلاثة المقبلة ثمار ما زرعوه وعملوا عليه في الأعوام الثلاثة الأخيرة حتى اقنعوا المجتمع الرياضي العالمي بمنحهم شرف استضافة إحدى مراحل البطولة بعدما وافقوا جميع شروط الاتحاد الدولي لرياضة السيارات "فيا".

ويتوقع أن تشهد طرقات البحر الميت، وهي النقطة الأكثر انخفاضاً في العالم (450 متر تحت سطح البحر)، منافسة قوية بين السائقين المعروفين الذين لم يتخلفون عن الحضور، وذلك على مدار 22 مرحلة خاصة يبلغ طولها 359.26 كلم من أصل مسافة الرالي الإجمالية وهي 983.44 كلم.

وبحكم دخوله حديثاً إلى روزنامة البطولة سيكون رالي الأردن مجهولاً بالنسبة إلى السائقين الذين لن يملك أي منهم أفضلية على الآخر، في الوقت الذي سيضيف إليه السباق خبرة نوعية إلى مسيرتهم.

ومما لا شك فيه أن السائقين سيضطرون إلى التعامل مع أصعب الظروف المناخية، إذ بعد الأمطار والبرودة التي عاشوها في المرحلة الماضية بالأرجنتين، ستكون درجات الحرارة التي قد تتخطى الأربعين مئوية خلال النهار في انتظارهم، ما يؤثر بشكل كبير على مجهودهم الفردي وسياراتهم في نفس الوقت.

كما تكمن الصعوبة في الطرقات الملتوية ذات الأرضية الحصوية والمرسومة في مناطق صحراوية حيث سيضطر السائقون إلى "تسلقها" في بعض المراحل والعودة نزولاً نحو الطرقات الأقل انخفاضاً في مراحل أخرى.

لوب يتطلع لفوزه

وكان بطل العالم لوب سائق "سيتروين سي 4" قد فاز بالمركز الأول في رالي الأرجنتين، المرحلة الرابعة من بطولة العالم ليخطف صدارة الترتيب العام من الفنلندي ميكو هيرفونن سائق "فورد أبو ظبي" الذي اكتفى بالمركز الخامس بعد انتهاء منافسات اليوم الثالث.

واستفاد لوب الذي عزز رقمه القياسي بعدما حقق فوزه الـ39، من الحادث الذي تعرض له هيرفونن في اليوم الأول ليخطف منه صدارة الترتيب العام بعدما رفع رصيده إلى 30 نقطة، مقابل 25 نقطة للفنلندي، فيما يحتل الاسترالي كريس اتكينسون (سوبارو) مفاجأة البطولة حتى الآن المركز الثالث على لائحة الترتيب العام برصيد 22 نقطة.

وإضافةً إلى تعزيز رقمه الشخصي يتطلع لوب لفوزه الرابع بعد انتصاراته الثلاثة في مونتي كارلو والمكسيك والأرجنتين، إذ لم يفلت منه سوى رالي السويد لمصلحة الفنلندي ياري ماتي لاتفالا سائق "فورد أبو ظبي"، علماً أن الفرنسي لطالما عانى على الطرقات الثلجية التي لم تكن يوماً من اختصاصه.

وقال لوب: "هدفنا الأساسي هو الفوز لتعزيز صدارتنا في بطولة السائقين، إلى مساعدة سيتروين على خطف صدارة بطولة الصانعين"، مضيفاً: "لست مهووساً بمسألة تحقيق الفوز رقم 40، لكن سأكون سعيداً بالطبع إذا حققت مبتغاي".

ويضاف إلى مشكلة عدم قيادة لوب على طرقات الأردن سابقاً، انطلاقه أولاً وهو الأمر الذي لن يشكل أفضلية بالنسبة إليه كونه سيلعب دور تنظيف المسار من الحصى أمام ملاحقيه: "لا نعرف الكثير عن رالي الأردن، لذا سأكون حذراً، ورغم أن نوع الطرقات لن يكون قاسياً على السيارات، فان وقوفي على رأس المنطلقين سيعرقلني نوعا ما".

إلا انه لا بد من الإشارة إلى أن طرقات رالي الأردن مشابهة إلى حد ما لطرقات المرحلة الثالثة في المكسيك حيث فرض بطل العالم أربع مرات سيطرته عليها بفوزه بالمركز الأول في 2006 و2007 و2008، وهو الأمر الذي سيعطيه دافعاً كونه يعلم أن "سيتروين سي 4" تتأقلم تماماً مع هذا النوع من الراليات.

هيرفونن يلاحق لوب


وسيتفادى لوب أي تعثر في الأردن، وخصوصاً أن ملاحقه هيرفونن مصر على استعادة الصدارة وتسطير فوزه الأول هذا الموسم، وهذا الموضوع لن يكون بعيد المنال عنه بعدما بدا قوياً في الأرجنتين حيث تقدم بفارق 50 ثانية قبل أن يصطدم بصخرة في المرحلة الخاصة الخامسة ما أدى إلى تضرر كبير في سيارته.

وعلق هيرفونن على خوضه فعاليات الرالي الجديد قائلاً: "لم احضر إلى هنا من قبل لكن عبر الصور التي التقطها فريقنا العام الماضي خلال زيارته إلى الأردن أرى الطرقات جيدة إذ قام المنظمون بعمل ممتاز لتحضيرها، حيث تبدو سريعة على غرار طرقات فنلندا لكن من دون مطبات، وإذا فعلاً كانت على هذه الحالة فان الأمر سيكون مناسباً لي".

وأكد هيرفونن البالغ27 عاماً انه سيتسلح بالسرعة التي ظهر عليها في المرحلة الماضية، معتبراً أن فريقه سجل تقدماً ملحوظاً قد يترجم انتصاراً في الأردن.

ويبدو لاتفالا الساعي إلى تخطي خيبة الأرجنتين غير آبه بخوضه فعاليات سباق لا يعرفه، قائلاً: "اعتبر انه من الجيد التسابق على طرقات جديدة لان حظوظ الجميع ستكون متساوية. في العام الماضي كان هناك ثلاثة راليات جديدة على الروزنامة وقد استمتعت بها فعلاً وأتطلع بشوق الآن لبداية رالي الأردن".
وتابع: "اعلم أن الطرقات ستكون قاسية وسريعة، لذا فأنها ستتناسب مع قدراتي. ورغم انه سباقي الأول في الأردن فان التعديلات التي اعتمدتها في المراحل الأخيرة أثبتت فعاليتها، لذا لا اعتقد أنني سأكون بحاجة إلى تعديلات واسعة".

ويمكن أن يعتمد كل من هيرفونن ولاتفالا على خبرة زميلهما الإماراتي الشيخ خالد القاسمي الذي قد يزودهما بالمعلومات عن السباق، وخصوصاً انه فاز بالمركز الأول العام الماضي ضمن المرحلة الرابعة من بطولة الشرق الأوسط التي تركها وصيفاً للبطل القطري ناصر العطية لينتقل إلى البطولة العالمية التي غاب عن مرحلتيها الثالثة والرابعة.

إلا أن القاسمي لن يكون الوحيد المدرك لطرقات الأردن بين سائقي "دبليو آر سي"، إذ هناك سائق "سوبارو" النرويجي بتر سولبرغ وزميل لوب في "سيتروين" الإسباني داني سوردو، وقد عاش الاثنان الإثارة على الطرقات الأردنية عند مشاركتهما في بعض مراحل بطولة الشرق الأوسط، كما أن الأول زار الأردن العام الماضي واختبر المسار المتجدد.

وقال سولبرغ: "كنت سعيداً جداً لحصولي على فرصة اختبار الطرقات في العام الماضي. سيكون حدثاً جديداً بالنسبة إلى الجميع، لذا فإننا نحضر ملاحظاتنا لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة على تلك الطرقات المخادعة التي يصعب قرأتها وتحديد مدى حاجتنا للضغط من عدمه".

ويمكن القول أن سولبرغ بحاجة ماسة إلى الخروج بنتيجة ايجابية من السباق، وخصوصاً أن وضعه أصبح حرجاً وسط تألق زميله اتكينسون الذي لن يكون بعيداً عن منصة التتويج بعدما أكد علو كعبه في المراحل السابقة.

وسيقف السائق المحلي امجد فراح (ميتسوبيشي لانسر ايفو 9) على رأس 11 مشاركاً من الأردن في "غروب ن"، ضمنهم عبير البطيخي التي ستصبح أول عربية تشارك في إحدى مراحل بطولة العالم للراليات.

ويسجل حضور الإماراتي الشيخ سهيل بن خليفة آل مكتوم، مقابل غياب بطل الشرق الأوسط ناصر العطية لانشغاله بمنافسات راليات وسط أوروبا حيث يشارك في المجر ورومانيا، وسيمثل قطر مبارك الهاجري وخالد السويدي، فيما سيكون صالح بن عيدان ممثل الكويت ويزيد الراجحي السعودي الوحيد.

كما يبدو لافتاً الحضور اللبناني عبر المخضرم ميشال صالح والشاب نيك جورجيو، علماً أن الأول خاض غمار رالي الأردن أكثر من 20 مرة وكان ضمن المنطلقين في الرالي الأول عام 1981.