المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة العبادة


WaD BaS CooL
03-21-2010, 06:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اعلم بأن الله جل وعـــــــــلا لم يترك الــخــلق سدى
بل خلق الخلق ليــــعـــــبدوه وبالآلــهــية يفـــــردوه
أخرج فيما قد مضى من ظهر آدم ذريــــتـــه كالــــذر
وأخذ العـــهد علـــيهــم أنـــه لا رب معبود بحق غيره
معنى العبادة:
********************************************
هو اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظهرة والباطنة .
قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)172( أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)173( وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)174 الآعراف , وعن أبى بن كعب رضى الله عنه قال : فجمعهم له يومئذ جميعل ما هو كائن منه إلى يوم القيامة فجعلهم فى صورهم , ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) , قال : فإنى أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا , اعلموا أنه لا إله غيرى ولا رب غيرى ولا تشركوا بى شيئا , وإنى سأرسل إليكم رسلا ليذكروكم عهدىوميثاقى وأنزل عليكم كتبى , قالوا نشهد إنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك , فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع آباهم آدم فنظر إليهم فرأى الغنى والفقير وحسن الصورة ودون ذلك , قال : يا رب لو سويت بين عبادك , قال : إنى أحببت أن أشكر .
قال البغوى فى تفسيره للآية :
إن الله تعالى أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهور بعض على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء فى الترتيب فاستغنى عن ذكر ظهر آدم لما علم أنهم كلهم بنوه وأخرجوا من ظهره .
واختلفوا فى قوله تعالى : ( شهدنا ) قال بعضهم : هو خبر من الله عز وجل عن نفسه وملائكته أنهم شهدوا على إقرار بنى آدم , فإن قيل : كيف يلزم الحجوة واحدا لا يذكر الميثاق ؟ قيل : قد أوضح الله تعالى الدلائل على وحدانيتة , وصدق رسله فيما أخبروه , فمن أنكره كان معاندا ناقضا للعهد ولزمته الحجة , وبنسياهم وعدم حفظهم لا يسقط الإحتجاج بعد إخبار المخبر صاحب المعجزة .
وقوله تعالى : ( أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الآعراف:173
يقول إنما أخذ الميثاق عليكم لئلا تقولوا أيها المشركون إنما أشرك آباؤنا من قبل ونقضوا العهد وكنا ذرية من بعهدهم , فتجعلوا هذا عذرا لأنفسكم وتقولوا : أفتعذبنا بجناية آبائنا المبطلين ؟ فلا يمكن أن يحتجوا بذلك ويبين الله الآيات ليتدبرها العباد لعلهم يرجعون من الكفر إلى التوحيد .
وفى صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : إنى خلقت عبادى حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم .
وكذلك حديث كل مولود يولد على الفطرة ---------- .
المواثيق كلها ثابته بالكتاب والسنة :
************************************************** ************************************************** ********
الأول :
الميثاق الذى آخذه الله تعالى حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم ( ألست بربكم قالوا بلى ) .
الثانى :
ميثاق الفطرة كما قال تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الروم : 30 , وهو الثابت فى حديث أبى هريرة عن الفطرة وغيره من الأحاديث .
الثالث :
هو ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب تجديدا للميثاق الأول وتذكيرا به قال تعالى : ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)النساء: 165, فمن أدرك هذا الميثاق وهو باق على فطرته التى هى شاهدة بما ثبت فى الميثاق الأول فإنه يقبل ذلك من أول مرة ولا يتوقف , لأنه جاء موافقا لما فى فطرته وما جبله الله عليه , فيزداد بذلك يقينه ويقوى إيمانه , ومن أدركه وقد تغيرت فطرته عما جبله الله عليه من الإقرار بما ثبت فى الميثاق الأول بأن كان قد إجتالته الشياطين عن دينه وهوده
أبواه أو نصراه أو مجسًاه هذا إن تداركه الله تعالى برحمته فرجع إلى فطرته نفعه الميثاق الأول والثانى , وإن كذب به كان مكذبا بالميثاق الأول فلم ينفعه إقراره به يوم أخذه الله عليه وقامت عليه الحجة وغلبت عليه الشقوة .
ومن لم يدرك الميثاق الثالث بأن مات وهو صغير قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة , فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع آبائهم , وإن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كان عاملا لو أدركه كما فى الصحيحين عن ابن عباس رضى اله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال : الله تعالى إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لاتنسونا من الدعاء.