"No, not here," said the girl. "Not yet."
. . . . . . .
On her way home she usually bought a slice of honeycake at the baker's. It was her Sunday treat. Sometimes there was an almond in her slice, sometimes not. It made a great difference. If there was an almond it was like carrying home a tiny present–a surprise–something that might very well not have been there. She hurried on the almond Sundays and struck the match for the kettle in quite a dashing way.
But to-day she passed the baker's by, climbed the stairs, went into the little dark room–her room like a cupboard–and sat down on the red eiderdown. She sat there for a long time. The box that the fur came out of was on the bed. She unclasped the necklet quickly; quickly, without looking, laid it inside. But when she put the lid on she thought she heard something crying. [Page 190
قصة قصيرة للكاتبة :- كاثرين مانسفيلد
By: Katherine Mansfield
ترجمة الأستاذ المبدع:- خلف سرحان القرشي
(
----------------------------------------------------------
نشرت في دورية أدبي أبها (بيادر) العدد 52
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
رغم أن الجو كان بديعا مشرقا - حيث امتلأت السماء بلون الذهب، وتناثرت قطع كبيرة من الضياء كسائل أبيض رش فوق المنتزه - إلا أن الآنسة (بريل) كانت مسرورة لأنها قررت ارتداء معطفها الفراء. الهواء ساكن، ولكن بمجرد أن تفتح فمك، فإن رعشة تعتريك كتلك الرعشة التي تحسها عندما تهم بارتشاف جرعة من كأس من الماء المتجمد.
بين فينة وأخرى، تتهادى بعض أوراق الشجر التي تهب بها الرياح، آتية بها من لا مكان، من تحت أديم السماء. رفعت الآنسة (بريل) يدها لتلامس معطفها! ذلك الشيء الصغير العزيز! كم اشتاقت إلى ملمسه. لقد أخرجته من الخزانة ظهر ذلك اليوم، نفضت عنه المسحوق المضاد لعثة الملابس، فركته جيدا بالفرشاة مما جعل منظره يشي بالحياة، وأخذ بريقٌ يأتلق الآن في عينيه الصغيرتين الباهتتين.
" ما الذي يحدث لي؟ "
هذا ما تخيلت (بريل) عيني المعطف الصغيرتين الحزينتين تقولانه.
" أوه. كم هو جميل أن ترى الآنسة (بريل) تلك العينين الصغيرتين للمعطف وقد أطبقتا عليها عبر الفراش المحشو بالريش الأحمر، لكن أنف المعطف لم يكن ثابتا كما ينبغي. لا بد أنه تعرض لضربة. يجب أن يعطى طرقة بطريقة ما. لا يهم ....حينما يأتي الوقت فإن قليلا من الشمع يوضع عليه كختم، فقط عندما يكون ضروريا.
"أ وه، أيها الفرس الحرون الصغير!"
نعم، هذا حقيقة ما شعرت به نحوه. حقًّا كان معطفها مثل فرس حرون صغير يعبث بذيله عند أذنها اليسرى. بوسعها نزعه ووضعه على حضنها وتمسيده. رغبت بذلك. شعرت بوخز في يديها وذراعيها. ظنت أن ذلك من جراء مشيها.
عندما استنشقت بعض الهواء فإن شيئا مضيئا وحزينا ...لا ... ليس حزينا.. تماما... شيئا لطيفاً يتحرك في صدرها!
هناك الكثير من الناس في المنتزه ظهيرة ذلك اليوم، إنهم أكثر من الذين كانوا هنا الأحد الماضي. الفرقة الموسيقية تعزف أنغاما أعلى وأكثر ابتهاجا لأن الموسم قد بدأ. الفرقة تعزف كل أحد طيلة العام ولكن عزفها في الموسم مختلف تماما. الفرقة حين ذاك أشبه ما تكون بشخص يعزف لتستمع إليه عائلته فقط. لا يهم كيف يكون العزف إذا لم يكن هناك غرباء يستمعون .أليس قائد الفرقة مرتديا معطفا جديدا؟ الآنسة (بريل) متأكدة من أنه جديد. ها هو يضرب بقدميه ويرفرف بيديه مثل ديك يوشك أن يصيح . أعضاء الفرقة جالسون فوق تلك المنصة المستديرة الخضراء التي تعلوها قبة،ينفخون في الآلات، فتمتلئ وجناتهم وتتوهج وجوههم، يظهر ذلك جليا في منظر خدودهم بينما هم يحملقون في النوتة التي أمامهم. حان الآن وقت العزف على آلة (الفلوت)، عُزِفت مقطوعة قصيرة، سلسلة من النغمات الصافية. كانت واثقة من أنها ستعاد ثانية، وحدث هذا بالفعل.رفعت (بريل) رأسها وابتسمت.
شخصان فقط شاركاها الجلوس على المقعد الطويل المميز، رجل طاعن في السن، أنيق في مظهره، يرتدي معطفا من المخمل، يداه قابضتان على عصا مشي كبيرة تزينها بعض النقوش. وبرفقته امرأة مسنة، جلست بجانبه منتصبة القامة، وفوق مئزرها المطرز لفة صوف.
لم ينبسا ببنت شفة، وكان هذا محبطا للآنسة (بريل)، التواقة دوما للمحادثات. أصبحت في الحقيقة خبيرة تماما في استراق السمع بطريقة خفية لا تبدو معها إنها تسترق– هذا ما جال ببالها آنذاك – إنها خبيرة أيضا في الغوص في حياة الآخرين من خلال تلك اللحظات القليلة التي يتحدثون فيها وهم على مقربة منها!
اختلست نظرة إلى الزوجين العجوزين, لعلهما ينصرفان الآن. الأحد الماضي أيضا لم يكن ممتعا كما هو الحال عادة. أتى رجل إنجليزي عجوز، يعتمر قبعة كريهة برفقة زوجته التي تنتعل حذاءً له أزرار، وقضت معظم الوقت تتحدث عن أنها يجب أن تلبس نظارة طبية. كانت متأكدة من احتياجها لها ولكنها تؤثر عدم اقتنائها، لاعتقادها أن النظارات لا بد ستنكسر وأنها لا تثبت على الوجه أبدا. كان الزوج صبورا جدا. اقترح عليها كل شيء؛ النوع المحاط بالذهب، النوع الذي يلف حول الأذنين، لبادة خفيفة داخل جسر النظارة الذي يوضع على الأنف. لا . لا شيء يعجبها. إزاء كل مقترح كانت تقول:
" ستنزلق من على أنفي"! كادت الآنسة (بريل) أن تصيح عليها مؤنبة إياها.
كبار السن يجلسون عادة على المقاعد الطويلة، ثابتون مثل التماثيل. لا يهم ، فهناك دوما آخرون، بوسعها مراقبتهم، حيث يجيئون ويذهبون، أمام مساطب الزهور و منصة الفرقة. يَِقْدِمُون فرادى، أزواجا وجماعات، يتوقفون للحديث، يحيّي بعضهم بعضا، يشترون حفنات من الزهور من ذلك الشحاذ العجوز الذي ثبت صينية أزهاره على السياج. أطفال صغار يركضون بينهم بسرعة، يأكلون ويضحكون، وثمة أطفال أصغر منهم سنا، يرتدون شرائط حريرية بيضاء تحت ذقونهم، وثمة أيضا بنات صغيرات، وفتيات فرنسيات كالدمى مكسوات بملابس مخملية مزركشة. فجأة يندفع طفل صغير مشاكس، يترنح مقتربا من الحفرة التي تحت الأشجار. يتوقف، يحملق، وسرعان ما يرتطم بالأرض ويظل مطروحا هناك إلى أن تهرع أمه الشابة الحريصة بخطى سريعة إلى نجدته وتشتمه, وكأنها دجاجة تلاحق صغارها.
أناس آخرون يجلسون على المقاعد الطويلة والكراسي الخضراء، ولكنهم دائما نفس الأشخاص الذين يأتون كل أحد. لا تكاد تميز أحدهم عن الآخر. السيدة (بريل) لاحظت أن هناك قاسما مشتركا يجمع بينهم، شيء ما مضحك يتعلق بمعظمهم. كانوا أشبه ما يكونون بالدمى، الصمت يستحوذ عليهم، غالبيتهم عجائز شاب فيهم الزمن، كانوا يحدقون بطريقة تجعلهم يبدون وكأنهم أتوا للتو من غرف صغيرة حالكة الظلام أو حتى من خزائن مغلقة.
خلف المنصة، هناك الأشجار النحيلة تسقط أوراقها الصفراء، ومن خلال تلك الأشجار يظهر شريط من البحر وفي الخلف تظهر السماء الزرقاء محملة ببعض السحب المتشحة بعروق ذهبية.
(تـــم – تم – تايدل أم ! تايدل – أم - تم تا يايددلي أم تا).
هكذا عزفت الفرقة الموسيقية.