عندما وضعتم ذلك المفتاح الجميل بين يدي قفزت فرحاً ونشوةً به،
وانطلقت مسرعاً تسبقني أحلامي ، ويدفعني طموحي وآمالي،
ويجذبني ذلك الشعاع الجميل ،
المنبعث من بوابة النجاح والأمل .
نظرتم إلي بمكر..
وقد أيقنتم في قرارة أنفسكم أنني لن أستطيع الوصول
لتلك البوابة البعيدة ،
فالطريق أوعر من أن تتحمله قدراتي المحدودة.
لم أتحقق من ذلك الشر في أعينكم ،فقد كان مدى نظري ضئيلاً،
بسبب تلك الغشاوة المتبقية من براءة الطفولة وعفويتها،
والتي مازالت تريني الأشياء على غير حقيقتها ..
انطلقت لطريق طويل لا أرى منه إلا موضع قدمي،
كنت أتعثر أحياناً فلا أجد من يسندني،
وأحياناً أخرى أسقط على وجهي فتسيل دمائي
ولا أجد من يضمد جرحي ،
ومرت بي لحظات ضعف أوشكت معها على التنحي جانباً
لأترك ذلك الطريق وأبقى على قارعته،
ولكن نفسي أبت أن تكون ضمن قائمة المهزومين المتخاذلين .
وبعد جهد وعناء ..
وصلت أخيراً إلى ذلك الباب الذي يتساقط الكثيرون قبل أن يصلوا إليه ،
لم أضطر لاستخدام مفتاحكم المزيف ،
فما كادت أن تلمس تلك البوابة يداي ،
حتى اجهر الضياء القادم من خلفها عيناي ،
ولفحت نسائم الأمل الباردة وجنتاي ،
وبدأت استنشق عبير النجاح يفوح في أرجاء المكان ،
هنا فقط زفرت هموماً كانت تملأ رئتي ،
وعالجت بقايا جروحي وجملت آثارها.
وشعرت بذاتي وتحسست أجزاءها المفقودة منذ زمن ،
"وقفت بشموخ المنتصر"
ولأول مرة اشعر بثباتي على قدماي ،
حاولت أن أراكم أو ربما رغبت أن تروني أنتم
ولكنكم مازلتم هناك حيث بدأت ،
مازلتم تضحكون بشماتة ومكر،
و تظنون أني تائهاً في ذلك الطريق الشائك ،
أو ربما أنتم متيقنون الآن من هلاكي ،
مازلتم كما كنتم تدورن في نفس الدائرة ،
لم تتقدموا للأمام خطوةً واحدة !!
فأنتم مشغولون بإعداد شباك مكركم لإصطياد الضحية التالية
قال تعالى :
( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )
{30} الأنفال
" شكـراً لكم "
يرددها لساني وليس لها صدى في قلبي .
شكـراً لكم
فقد أزلتم تلك الغشاوة عن عيني ،
حتى رأيت نفوسكم المزخرفة على حقيقتها البشعة .
شكـراً لكم
فقد أحلتم بمياه طغيانكم وظلمكم واحة نفسي الصابرة ،
إلى حقول واسعة ، أشجارها الثقة ، وثمارها السعادة .
شكـراً لكم
فرياحكم المحملة بذرات الحسد والغيرة ،
لم تؤثر بأعشاب إيماني الغضة.
شكـراً لكم
بسببكم اكتشفت خبايا عقلي ، ونصبته حاكماً على نبضات قلبي .
شكـراً لكم
فقد أريتموني الحياة بمنظاركم الأسود ، فزدتموني بها زهداً ،
وبأمثالكم تجاهلاً .
شكـراً لكم
فقد تعلمت من مواقفكم الواقعية، وأرواحكم الأنانية ،
مالا يمكن أن أتعلمه من القصص الخيالية .
شكـراً لكم
" فقد أيقظتموني من سبات الاستغلال
فشكراً لكم
__________________