عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2010, 08:39 PM   المشاركة رقم: 2
الكاتب
Medo Style
بواب نشط
المعلومات  
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 18
المشاركات: 101
بمعدل : 0.02 يوميا
التوقيت
الإتصال Medo Style غير متواجد حالياً


كاتب الموضوع : Medo Style المنتدى : نافذة القصص القصيرة
افتراضي






هذا هو الذئب

قطع تفكيره وصول فتاه إليه وهو يقول بابتسامة المتعب : هو , هو "يا كبير التجار" , أنه ذئب أسود بذيل أبيض .
أبتلع كبير التجار ماء فمه . وسار مسرعاً لتلك السيارة . حاول أن يظهر هادئاً حتى يحصل على الذئب بأرخص ثمن , السوق كان كله يهمس بصورة غريبة , لم يفهم كبير التجار السبب , بل تجاهل الأمر ولم يفكر ما بال السوق يهمس .

وصل لتلك السيارة وإذا فيها رجل قد جاء ببعض الطيور التي أصطادها وكان يحاول أن يبيعها في سوق الطيور . جاءه كبير التجار وسلم عليه فرد الرجل عليه السلام
وحتى يبعد كبير التجار الشك عن نفس الرجل سأله : بكم تريد أن تبيع هذه الطيور .؟
فرد الرجل : أني أريد أن أزيد عليها يا كبير التجار وأجعلها من رزق من يدفع كثر .!
قبل أن يرد كبير التجار على الرجل تعجب من امر ما وهو أن كل تجار السوق التفوا حول هذا الرجل وكأنهم يعلمون قصة هذا الذئب . وما دار بين كبير التجار وعبدالله أبن التاجر منصور , لكنه حاول أن لا يلتفت لهم .
ثم سأل الرجل عن الذئب فأجاب الرجل : هذا الذئب كان يأكل غنمي يا كبير التجار وقد وضعت له فخاً منذ يومين , ولما ذهبت اليوم لأتي بالطيور من هناك وجدته قد وقع في الفخ , وقد جئت به هنا لأني أريد أن أبيع الطيور ثم أذهب به لبيتي لأقتله أمام أبنائي ثم أعلقه على جدار بيتي فيكون فخراً لي .
قال كبير التجار لرجل : ولكني أريد أن أشتريه منك فبكم تبيعه لي .؟
قال الرجل : وماذا ستفعل بذئب يا كبير التجار , هو ولا يؤمن شره ولا يرجى نفعه .
قال كبير التجار له : هل تأخذ مئة الف درهم وتدعه هنا .؟
قال الرجل : بهذا المبلغ سأترك لك الذئب , والطيور , بل وحتى السيارة يا كبير التجار .

تقاطع

وهنا تدخل تاجر أخر من تجار السوق الذين كانوا يلتفون على الرجل كالتفافهم على الكعبة وقال بصوت عالي : أنا سأدفع في هذا الذئب ثلاث مئة ألف درهم .
ثم تكلم أخر وزاد خمسين الف , وأخر زاد عشرين , وكبير التجار يحرك رأسه يميناً ويساراً لا يعلم ما الخبر , وصاحب الذئب بقي واقفاً كطود ينظر في هذا السوق العجيب والغريب , كأنه ينظر لسكارى ينطقون بما لا يعقلون , اعتلت الأصوات , وزادت حدة الكلام وبدأت معادن الناس تظهر والكل أصبح ينافس الكل , حتى خرج صوت على هذه الأصوات كلها , هو صوت كبير التجار وهو يصرخ أن يكفـــي ....!!!

عاد السكون من جديد ونظر الجمع لكبير التجار تشخص أبصارهم فيه وما أن فتح فاه ليتكلم إذا جاء صوت الرجل صاحب الذئب وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , هل أنتم مجانين .!!
تجاهله أهل السوق كلهم وعادوا ينظرون لكبير التجار الذي قال بصوت يسمعه الجميع : ماذا تريدون ..؟
سكت الجميع , لأنهم جبلوا على خوفهم من كبير التجار ولم يجب أحد .
ثم قال كبير التجار : انصرفوا إلى أرزاقكم ودعوكم من هذا الرجل وذئبه فأنه لي وأنا سأشتريه منه , ومن زاحمني منكم فيه "لأجعلنه عبرة للعابرين" .
ومع هذا ولأول مرة منذ زمن بعيد لم يتحرك أحد , ولم ينفذ أوامر كبير التجار أحد .
ملئ كبير التجار الحقد, والحسد , والبغضاء , ثم قال لهم إذاً أنتم تعلمون ما خبر هذا الذئب .؟
فرد أحدهم نعم يا كبير التجار عندنا خبره , وقد علمنا بما حدثك به "أبن التاجر منصور" , ونحن لن ندع هذا الذئب يذهب منا .!
أزرق وجه كبير التجار واحمرت عيناه , وزبد , وزمجر , ثم زئر بكل قوة , تتجسسون علي , والله لأجعلنكم تذوقون الفقر , وتكرهون الحياة ’ لأجعلكم تكرهون هذا اليوم وتدعون الله أن يعيد الزمن حتى تتراجعون عن قراركم هذا , بل والله لأجعلكم تقبلون قدمي أن أسامحكم "ولن أفعل" , وليكن هذا الذئب بيننا , فأن حصلت عليه , فلن يكون لكم بقاء هنا , وسترون .

ثم نظر لصاحب الذئب وقال بصوت أسقط الرجل على الأرض : أنت ,, كم تريد ثمن هذا الذئب .؟
تمالك الرجل نفسه ونظر إلى القوم وقال بصوت الخائف المتعجب : بما أن هذا الذئب يعني الكثير فأني سأبيعه بالمزاد وليكن من نصيب من يدفع أكثر .
قال كبير التجار : فليكن وليبدأ المزاد .!

على ضفاف البداية

لحظات ووضع الذئب في وسط السوق ووقف الرجل خلفه ينظر لذئبه الذي أصطاد وينظر لعيون التجار الذين وقفوا أمامه كيف أنهم يفيضون حسداً , وكيف أن السوق قد تُرِك كله ولم يبقى فيه أحد إلا ووقف أمام الرجل ينظر إليه ويترقب .
نطق الرجل بصوت عالي : يا معشر التجار بما أنكم ترغبون بشراء هذا الذئب فأني سأجعله لمن يدفع أكثر منكم , وسأحدد سعراً مبدئياً في وهو "مئة وخمسين ألف درهم" ..!

نطق تاجر من تجار السوق وقال : ثلاث مئة ألف درهم .
ورد أخر : أربعمائة , وصرخ أخر , وأخر
هذا كله وكبير التجار ينظر فيهم قد ملئه الحقد عليهم , حتى كدت تتكسر أسنانه لشدة احتكاكها ببعضها , وأقسم أن يأخذه حتى لو كلفه هذا حياته .

عاد من تفكيره وإذا المبلغ قد وصل إلى ثلاثة ملاين درهم . والرجل صاحب الذئب لا يكاد يصدق نفسه مما يرى , وقرر أن يسكت حتى يرى على ماذا سيصلون التجار مع بعضهم , وأزداد المزاد حده حتى وصل المبلغ إلى سبعة ملاين درهم ثم هدء المزاد .
كان صاحب هذا المبلغ هو ثاني أكبر تاجر في السوق بعد كبير التجار , وكان يعلم كبير التجار بأن هذا التاجر سيضع أعلى سعر فهو يعلم بأن تجار السوق لا يملكون هذا المبلغ .
هنا تحرك كبير التجار وهو ينظر لصاحب أعلى مبلغ وصل إليه المزاد ويحدث صاحب الذئب الذي كاد يطيش عقله مما يسمع , وكان يُسمع صوت أنفاسه من شدة ما يجد .


ثمانية ملاين درهم ....!!

قالها كبير التجار , ونظر إلى التجار وقال لهم من منكم سيقدم أكثر من هذا ..؟!
بل من منكم يملك هذا المبلغ أنا أعرفكم وأعرف قدرتكم , وأعرف ما تملكون , ثم أتجه لصاحب الذئب الذي خر لله ساجداً وما أن قام حتى كان كبير التجار أمامه يخبره بأنه لن يدفع له أكثر من هذا المبلغ أحد , وإذا بصوت يأتي من خلف كبير التجار وهو يقول
ثمانية ملاين ونصف ....!
نظر ولم يكد يصدق الخبر , من هذا الذي يجد هذا المبلغ ولما وصلت عيناه إذا هم تاجران من السوق اتفقا أن يضعا أيديهما مع بعضهما وأن يأخذ الذئب من كبير التجار .. لم يدع كبير التجار الوقت يضيع حتى رفع يديه وأشار على هذان التاجران وقال والله لن تفعلوها , وأني دافع تسعة ملاين درهم في هذا الذئب ...! فماذا أنتم فاعلون .؟!

ثم قال لرجل صاحب الذئب . سلهم أن كان هناك من سيزيد .!
نادى الرجل هل هناك من يدفع أكثر , وإذا كل التجار صامتون ولا ينطقون , كأن أجسادهم خلت من أرواحهم , أسكتهم الندم والخوف من كبير التجار أسكتهم خوفهم على أطفالهم وعلى تجارتهم من هذا المتغطرس, اللئيم , الذي سيحرمهم من أعمالهم , وسيجعلهم يخسرون كل ما يملكون , أو سيدعهم يغادرون مدينتهم اتقاء شره , وهي التي أحبوها من أعماق قلوبهم حتى أنه يخافون من التفكير في مغادرته ,, قاتل الله الندم , بدأ يقتلهم من الداخل . حتى قالوا مالنا ومال الذئب الأسود – فصار مثلا -

قال الرجل : إذا فأني أبيع هذا الذئب لكبير التجار بتسعة ملاين درهم ..! ثم قال الرجل أعطني مالي ودعني أّذهب , نظر التاجر يبحث عن فتاه الذي قد اختفى من السوق حتى لم يعد له أثر , نادى غلمان له وسألهم عن فتاه فأخبروه أنهم لا يعلمون أين ذهب .! ثم أمر غلمانه أن يراقبوا الذئب وصاحبه , وأن يكرموا مثواه لأنه سيذهب ليأتي بالنقود ويعود .

وعلى عجل ذهب وجاء بتسعة ملاين درهم من ماله , ولم يبقى له سوى مليون درهم ولكنه لم يخف أو يحزن لأنه أستطاع بدهاء ومكر أن يحصل على الذئب وسيجني منه مبلغ أكثر , وأستطاع أن يعيد هيبته لسوق بعد أن تأمر عليه التجار , أعطى الرجل التسعة ملاين وأخذها الرجل من دون أن يعدها وكاد يطير من الفرحة وأصر على كبير التجار أن يأخذ الطيور مع البيعة , ثم رحل بأقصى ما يستطيع .

أمتلاك

أخذ ينظر لذئب ويتأكد من سلامته وينظر لذيله الأبيض الغريب ثم وعد نفسه أن يتحدث مع "أبن التاجر منصور" بعد صلاة العصر ليخبره عن الذئب , مر الوقت على مهل بالنسبة لكبير التجار ولكنه مر , وبعد صلاة العصر مباشرة أتجه كبير التجار لهاتفه وأتصل على أبن التاجر منصور .
رد عبد الله على الهاتف فقال كبير التجار له بعد أن سلم عليه : يا عبد الله لقد وجدت الذئب وهو معي .
فقال عبد الله : أستحلفك بالله هو معك , هل صدق الساحر .؟
رد كبير التجار نعم هو معي وسيكون لك يا عبد الله فأتني بالخمسة عشر مليون درهم وتعال لتأخذه .!
هنا تغير صوت عبد الله فجأة وظهر على الهاتف صوت جديد وقال . كيف حالك يا كبير التجار ..!؟
لم يصدق كبير التجار ما يسمع بل لم يريد أن يفعل أنه صوت فتاه على الهاتف , كيف وماذا , لم يستطع أن يتكلم سوى بكلمة واحدة : كيف ؟
نطق الفتى على الهاتف يا كبير التجار أنا خالد أبن التاجر ناصر الذي جعلته يخرج من السوق قبل أعوام بسبب ظلمك وتعديك , كنت أعمل عندك منذ فترة وأنتظر الزمن الذي أنتقم فيه منك , ويوم أن بعثني لأتقص خبر أبن التاجر , ذهبت وتقصيت أخباره فوجدته شخص لا يحب أن يظهر - رغم شهرته - على الأضواء ووجدته قادم للمدينة لكي يزور أحد أصدقائه فقط ويرحل مباشرة , ثم جاءتني هذه الفكرة بأن أغرقك في طمعك , وأن أجعلك تدفع ما تملك , الم تسأل نفسك يا كبير التجار عن تجار السوق وكيف علموا بالخبر ,,, أنا من أخبرتهم يا كبير التجار , ذهبت وقلت لهم أن عندي أخبار سأبيعها لكم مقال ألف درهم , دفعهم فضولهم بأن يجمعوا المبلغ من بعضهم , ثم أخبرتهم بما حدث لك مع عبد الله , فتمنى كل شخص منهم أن يكون هو من يحصل على الذئب , ثم جاء الرجال الثالث فينا وهو الرجل الذي باع لك الذئب لتكتمل القصة عليك يا كبير التجار , لأنك لم تعد تفرق لأجل المالبين حقك وحق غيرك , وإلا كيف تصدق ساحراً , أنت الآن تاجر تملك أقل مما يملكه كل تجار السوق , أنت الآن صغير التجار .
بكى كبير التجار وقال بصوت لا يسمع من أزيز صدره , وأين أنت الآن .؟!
قال فتاه : أنا في داخلك يا كبير التجار ...!




















عرض البوم صور Medo Style   رد مع اقتباس