عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2010, 08:04 PM   المشاركة رقم: 2
الكاتب
ولد قطر
بواب ذهبى
المعلومات  
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 54
المشاركات: 648
بمعدل : 0.13 يوميا
التوقيت
الإتصال ولد قطر غير متواجد حالياً


كاتب الموضوع : ولد قطر المنتدى : نافذة الأدب الفرنسى
افتراضي

مقطع من رواية أحدب نوتردام :
الفصل السابع عشر
دمعة عزيزة

كان الناس قد بدأو يتجمعون عند وتد التعذيب والمشنقة في ساحة جريف , والواقع ان الجماهير معتادة ان تنتظر لمشاهدة العقوبات في الساحة العامة دون ضجر , لقد كانت تتسلى بالنظر إلى الوتد الذي هو عبارة عن مكعب من الحجر المبني يرتفع قرابة عشرة اقدام , مدت فوقة عجلة خشبية من البلوط تدور بشكل افقي .

ويربط المتهم المادن بهذه العجلة وهو جاثم فوق ركبتيه ويداه خلف ظهره , ويدور الدولاب بحركة دائرية في الاتجاة الافقي بحيث تقع انظار المشادين على المتهم أينما كانوا في ساحة جريف .
واخيراً احضر كوازيمود مربوطاً إلى مؤخرة عربة مقيداً بالحبال والاحزمة , ووضع فوق العجلة , فأرتفعت قهقهات الجماهير وتعليقاتهم الساخرة .

ثم وضع كوازيمود فوق اللوح الدائري على ركبتيه , وجرد من قميصه وسترته فصفعت بالجماهير ضحكات شديدة عالية , واخيرا ضرب الجلاد المحلف الارض بقدمه وبدأت العجلة تدور .

وفيما كانت العجلة تدور , رفع الجلاد يده بسوط به قطع معدنية حادة ثم هوى عاصفاً فوق ظهر البائس المسكين وتحرك كوازيمود كمن يستيقظ من حلمة بصورة مفاجأة , لقد بدأ يفهم ما يجري .

وزاد الالم والتشنج العنيف من تقلصات عضلات وجهة وبشاعتها ولكن لم يرسل تنهيدة واحدة ! واستمرت العجلة في الدوران وتتابعت لسعات السوط واستمر في الامطار , ولم تلبث الدماء انبثقت وسالت في مئات من الخطوط الدقيقة فوق جسد الاحدب العاري الاسود .

واستسلم الاحدب لقدره وسقط منهك القوى , واغلق عينه الوحيدة , واحنى رأسه فوق صدرة ولم يبد حراكاً , ورفع الشرطي يده إشارة لوقف التعذيب , فتوفقت العجلة .. وفتح كوازيمود عينه ببطء شديد .

واقبل خادمان ونظفا ظهر البائس من الدماء النافزة ثم غطياه بمراهم خاصة .

ولكن عقوبة كوازيمود لم تنته بعد فقد ترك ساعة أخرى فوق العجلة ليكمل عقوبته الاضافية .

كان كوازيمود موضع كره عام وكان الجمهور قاسياً بلا رحمة او شفقة , وكان مشهد التعذيب مصدر فرح عام وفرصة لإشباع نقمة الجمهور , ومر الوقت وامضى كوازيمود ساعة ونصف الساعة فوق وتد التعذيب .

فجأة صرخ بقوة ( إلى بالماء ! )

ولم يكن لهذا النداء اليائس من اثر غير مضاعفة فرح الناس وسخريتهم , ونقل كوازيمود نظراته القلقة بين الناس وكرر
( إلى بالماء ! أريد ماء ً )
وظل الكل يضحكون .

ورمى إليه بوسبان بإسفنجة مغموسة بالوحل قائلاً : ( إشرب هذه , إنها لك )
ثم اتت سيدة وقذفته بحجر في رأسه .
ثم كرر كوازيمود وهو يتهاوى : ( إلى بالماء ! )
وفي هذه البرهة بالذات رأى فتاة تقترب وابرقت عين كوازيمود , لقد عرف فيها الفتاة التي حاول بالامس أن يخطفها وها هو يعاقب في سبيل ذلك , فلم يشك لحظة أنها آتيه لتنتقم لنفسها منه .
واقتربت منه دون ان تنطق بكلمة واحدة , ثم نزعت حمن حزامها قربة صغيرة ووضعتها فوق شفتي البائس المسكين .
وهنا , رؤيت في عينه الجامدة المحترقة دمعة كبيرة تنسكب , قد تكون الدمعة الاولى التي أرسلها البائس منذ أن بلغ مبلغ الرجال .
وشرب في جرعات كبيرة ومد شفتيه ليقبل اليد الجميلة التي انقذته , لكن الفتاة جذبت يدها مذعورة .
والحق كان مشهداً مثيرا ً , فتاة جميلة طاهره ضعيفة تسرع لأنجاد هذا البؤس العظيم , والبشاعة الكبيرة والخبث البالغ والواقع ان الجماهير قد انفعلت ايضا ً وتأثرت بنبل هذه الفتاة وراحت تصفق .












عرض البوم صور ولد قطر   رد مع اقتباس